منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*مؤشرات ودلالات تقاطعات المصالح ، وما يجب ان يكون عليه موقف السودان في القمة السعودية الإفريقية؟*

عمار العركي

0

عمار العركي يكتب:

*مؤشرات ودلالات تقاطعات المصالح ، وما يجب ان يكون عليه موقف السودان في القمة السعودية الإفريقية؟*

 

• أثارت تغريدة للسفارة الأمريكية بالخرطوم على حسابها الرسمي في تويتر جدلاً واسعاً حيث أدانت فيها مليشيا الدعم السريع على الجرائم التي ارتكبتها في السُودان قبل أن تُسارع السفارة بحذفها ظُهر الأربعاء و أعادت إصدارها فجر الخميس بعد إجراء تعديل و حذف شمل عديد من الفقرات التفصيلية الدقيقة مما ترك إستفهامات عديدة حول الموقف الأمريكي من الأوضاع في السودان .
• حيث تم حذف جزئية دخول الدعم السريع منازل منطقة أردمتا في الجنينة من (منزل إلى منزل) و (ذبح) أفراد قبيلة المساليت و إحتحاز المدنيين بشكل تعسفي ، كذلك تم حذف فقرة (إغتيال الزعيم القبلي ربيع الفرشة محمد أرباب) البالغ من العمر خمسة و ثمانون عاماً مع إبنه و(ثمانية من أحفاده) ، و حذف فقرة إن هذه التصرفات مثيرة للإشمئزاز و تسلط الضوء مرة أخرى على تاريخ قوات الدعم السريع (الوحشي) في المناطق الخاضعة لسيطرتها فيما تم حذف من الفقرة الأخيرة المتعلقة بجزئية تعيين (عبدالرحمن جمعة) ، و جزئية (عدم جدية الدعم السريع في حماية المدنيين) و إستبدالتها بعبارة (تطورا مثير للقلق).
• لم تكشف السفارة عن الأسباب وراء حذف التغريدة ، و لكننا لا نستبعد بأن يكون الخلاف الذي أشرنا اليه في مقالنا السابق بخصوص “تحليل مفاوضات جدة” بين الخارجية و البيت الأبيض بخصوص ملف السودان ، أحد الاسباب خاصة بعد إستبعاد سفير الخارجية الأمريكية للسودان ” جون غودفيري” من رئاسة وفد الوسلطة الامريكية بجدة.
• فقد درجت السفارة الامريكية بعد مجئ “غودفيري” بإصدار البيانات المستفزة و السافرة تجاه الحكومة السودانية التي يرأسها قائد الجيش الفريق اول البرهان و التي بموجبها تم إستداعائه و تحذيره أكثر من مرة و ذلك بسبب تدخله السافر و إنحيازه الواضح لجماعة الحرية و التغيير بإيعاز و توجيه مباشر من وزير الخارجية الأمريكي و مساعدته اللذان يقودان خط الإمارات و الإتحاد الأوربي داخل الإدارة الأمريكية منذ إطلاق الأزمة و بداية التدخل في السُودان.
• فبالتالي نعتقد بأن الحذف تم من قبل لوبي الإمارات بالخارجية بقيادة الوزير و المساعدة ( بيلنكن + مفي) بتأثير من الإمارات ،،،،، ولكن هذا الحذف ليس ذو أثر على الارض لأن ملف السودان حسب ما أوردنا تم تحويله من الخارجية الأمريكية للبتاجون و ال سي آي أيه ، كذلك (الحذف) في حد ذاته معطي إيجابي و مؤشر لعدم تماسك الموقف الأمريكي الخاص أو المشترك ضمن وساطة منبر جدة و الذي غادره الوفد الأمريكي قبل أربعة أيام من بيان الخارجية النهائي.
• بإسقاط هذا (الحذف و التباين) ، على واقع كواليس وغرف المحادثات وفق الرؤية الأمريكية للتوسط فأي رؤية كانت مسيطرة و سائدة في دهاليز التفاوض ؟ الأصلية المحذوفة و التي نعتقد أنها تمثل الادارة الجديدة لملف السودان (وزارة الدفاع الأمريكية). أم الجديدة المعدلة و التي تمثل الإدارة القديمة (وزارة الخارجية الأمريكية)؟؟
• عليه يظل (الحذف و التعديل) دلالة على تباينات أمريكية ذات تأثير على الأرض بإعتبار أن (البتاجون وال سي آي أيه)، لديهما رؤية ثابتة وراسخة للحل في السودان قائمة على (الإستراتيجية الأمنية العسكرية الأمريكية ) بحسب مصالح أمريكا العسكرية الأمنية في السودان و المنطقة.
• هذه الرؤية كانت في السابق عند بدايات الأزمة بخلق نوع من التماهي و الإنحياز العسكري و المخابراتي الأمريكي مع المكون العسكري الذي يمثله الجيش حالياً خصماً على المكون المدني – قحت- و الذي يمثل حالياٌ الجناح السياسي للميلشيات ذلك قبل سيطرة رؤية الخارجية الأمريكية التي تمثل الإستراتيجية السياسية للمصالح الأمريكية من سلطة مدنية ، وتحول مدني و ديمقراطي ، و حقوق إنسان …. إلى آخر التقاطعات مع الإستراتيجية العسكرية الأمنية لوزارة الدفاع الأمريكية الممسكة بالملف بعد التحويل .
• كذلك هنالك خلافات عميقة و صراع حامي مستتر بين السعودية و الإمارات في قيادة المنطقة بوجه عام ظهرت ملامحها على السطح في اليمن و السودان (و في غزة بوجه خاص) مما عضد الخلاف بين الحليفين ، حيث لا تزال الرياض لا تريد السماح لدولة الإمارات العربية المتحدة بالمشاركة في مفاوصات جدة رغم تأثيرها المباشر من خلال دعمها العسكري و السياسي لملشيات الدعم السريع الذي لم يعد سراً .
• من الواضح كذلك أن الإمارات مقبلة على خسارة الموقف التشادي بسبب الضغوط و المعارضة الداخلية المتنامية التي يواجهها حالياٌ الرئيس التشادي “محمد ديبي ” جعلت سلطته على المحك بسبب تحالفه مع الإمارات ضد السودان و بشكل خاص قبيلة “الزغاوة” ذات الثُقل السياسي و الإجتماعي الكبير في “تشاد” و المتضررة سلفاٌ من سياسات الرئيس ديبي الصغير الإقصائية ، عكس والده الراحل الرئيس “إدريس ديبي” .
• اما دول الجوار الافريقي الأخرى التي أبدى بعضها مواقف متماهية مع ميلشيات الدعم السريع فهي مواقف هشة و وقتية ستزول بزوال المؤثر الإماراتي .

• *خلاصة القول ومنتهاه:*
• نخلص إلى أن الموقف الدولي العربي الافريقي تجاه السُودان ليس بذات التماسك و الضغط الأول خاصة بعد أهم كرت ضغط (مفاوضات جدة) مما يجعل السودان في وضع مريح يمكنه من المضي قدماً في الحسم العسكري و الإنتقال من خانة الدفاع إلى خانة المناورة و التهديف السياسي في شباك القمة العربية الافريقية من خلال توجيه القمة نحو : –
• غلق منبر جدة ( الأمريكي العربي الإفريقي) نهائياً و الإستعاضة بمنبر بديل من داخل القمة.
• إن كان لابد من منبر فعلى السودان إستغلال القمة بإحياء منبر الجامعة (العربية الذي يضم مصر و السعودية و الأمين العام للجامعة العربية) و ذلك لتضمنه الرؤية الداخلية السودانية ، و الرؤية المصرية العربية وقمة دول الحوار التي تقوم على أساس ( الحوار السوداني سوداني و الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية القائمة) ، مع الوضع في الإعتبار أن حاجة السودان لمنبر فقط من أجل إنهاء الحرب تفاوضياً بعد حسمها عسكرياً.
• بالرغم من أن القمة سعودية إفريقية خالصة بعد تأجيل العربية الإفريقية و لا ضير التطرق للقمة العربية الإفريقية السابقة التي إستضافتها السعودية و خرجت بتوصيات تدين و تكافح تمدد الميلشيات في المنطقة العربية و الإفريقية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.