منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

بابكر إسماعيل يكتب: *مناحة السودان ..*

0

ألسنة وأقلام

وَطَنُ النُجومِ أَنا هُنا
حَدِّق أَتَذكُرُ مَن أَنا
أَلَمَحتَ في الماضي البَعيدِ
فَتىً غرَِيراً أَرعَنا
جَذلانَ يَمرَحُ في حُقولِكَ
كَالنَسيمِ مُدَندِنا

احتفظنا بالسودان في دواخلنا ..
وامتزج بأرواحنا ودمائنا وكان حاضراً بيننا رغم البين والفراق والبعاد لربع قرن من الزمان أو يزيد ..
ولكنه كان دائماً حاضراً ..
مثابة وأمناً ..
كان السودان حاج مصطفى ورحلته في عالم التجارة ..مثل موج البحر علواً وانحداراً ..
وتعلقُ قلبه بالمساجد وحلقات القرآن ..
وحب النبي المصطفى وحبّ الأضياف وحبّ الناس كلّ النّاس …

وكان أمنا البتول الحازمة الفاهمة بنت الشيخ المعلم الناظر خوجلي أحمد البشير ..
التي علمتنا وأدبتنا وربّتنا وأرضعتنا العفة والنظافة والجمال والاعتداد بالنفس ..

وكان السودان مصروراً في حواري سنّار وأزقتها وساحاتها وباحاتها .. وفي أريحية السناريين في تواددهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالحمّي والسهر ..

وهو ود مدني السني والحضري وغرار العبوس ..
أزرق طويل الباع .. مدني الظرافة والقيافة والأناقة والعيافة وسينما الخواجة والوطنية ومكتبة مضوّي وسوق المزاد والسوق الصغير وبصات المزاد ومارنجان عووضة وجامعة الجزيرة .. مهد الفن والعرفان والناس الفاهمين ..

وهو طيبة الشيخ عبد الباقي وقبتاها الشامختان البارزتان من بعيد ومسجدها الفسيح وحواريها وطرقها المتربة وبيوت الأهل الرحيبة وبشاشة اللقاء ودفء الانتماء ومسقط الرأس ومرقد الآباء ..

وشارع الخرطوم سنّار .. وهو يشق السهول المنبسطة المخضرة بحقول القمح ولوزات القطن يتلوي بمحاذاة النيل من سوبا تسير في اتجاه الجنوب وتشق المسعودية والنوبة وألتي وتلوح من بعيد قبة ود الترابي ..
ثم تمرّ بمسيد ود عيسى ومقاهيه ومطاعمه يرتفع دخان شوائبها ..
ثم تمر بالكاملين وقراها المضيافة وكافتيريا حافظ ..
والشريعة خطوة عديلة يا جعفر ..
ثم ترتفع عقيرة ماكينات السيارات وهي تمر بأبو عشر ..
وقد اقتربت من مدينة الحصاحيصا والنيل قد مال نحوها كما الفتاة تعطى الشبّال ..
وينحني الطريق فحأة نحو الشرق عند أربجي قبل أن يعود منساباً نحو الجنوب ..
فتمر بالعيكورة والفداسيين وجمال الوالي وجمال الجزيرة وقد قابلتك بالبشر والترحاب والذراع الممدود والقدح الكبير ..
الكان داكا ..
والقبتان تلوحان من على البعد عند التفتيش .. وقد اختبأت أبو حراز بشرق النيل .. وفي جوفها أسرارها وقبابها الكثر ..
وتسرع الحافلة في السير كيف لا وهي تدخل عروس مدائن السودان ..
مدني السني ..
ومشروع الجزيرة وبركات ومارنجان والبرياب ثم الشكابات وقنب بكل مسمياتها والحاج عبد الله ومصنع النسيج ثم تودع الجزيرة وتستقبل سنّار في ود الحداد .. ومزيفيلية وخور أم دلكة وترعتا الحزيرة والمناقل كشريانين أبهرين يضخان ماءهما من خزان سنّار قلبهما النابض فيروي مليون فدان من ماء النيل الطاهر الزلال في أخصب أرض علي سطح الأرض فتطعم الأفواه الجائعة في الضعين والمجلد وبرام وانجمينا ونيامي وبانقي وجوبا وأديس أبابا وهي المدن التي تعض أيادي المحسنين ..

سوداننا هو جامعة الخرطوم العريقة ..
جميلة ومستحيلة وكثيرة غرباؤها تُرجي نوافلها ويُخشي ذامها..
بنشاطها والمين رود والجي إل تي (GLT)
والأو إل تي (OLT)
والأندرلاب وبيت القزاز ومقهي النشاط
والون أو تو ..(102) والمين رود
وأركان النقاش وآخر لحظة وجرائد الأحزاب الحائطية وشيء من سيخ وملتوف أحياناً ..
وهي عبد الله الطيب وعبد الرحمن العبيد وإخلاص بوتاني وشيت الربعة وall vertebrates
وليمون الاقتصاد وداخلية البنات والبركس وشيخه والداون تاون ومسجد الجامعة وشيخ عبيد ختم ..

والسودان هو كلية الطب وبروفيسور داوود ..
والمنقوشي ونصر الدين وشاتيرجي وكومار وبيلي آند لوڤ وحداد وكمبال وعبد الرحمن التوم ورياض بيومي وشوقي المصري وعبد السلام جريس وسلمي محمد سليمان والضو مختار ومحمد زين وأنوار وجائزة كتشنر .. وقانون وهاربر والتن تيتشرز .. وديفيدسون
وخطاب وكدام وكشان وياسين أبو تركي ..
وداخلية حسيب .. وعبد الرحيم البرعي الحرس..
وقاعة أنيس والبغدادي والمشرحة والمتحف واللابات ومستشفي الخرطوم ومحمد الحسن الطيب وأبّو حسن أبّو ..
وجعفر ابن عوف ..
وسيدة الدرديري ..
وسنهوري والشيخ محجوب ومامون حميدة ..
والمستشفى القديمة وفاطمة فرح ومكي الأزهري وعنابر العظام ..

عندما تأتي الأخبار بسقوط دانات وقنابل في الصحافة وجبرة وكوبر والصالحة وأحياء الخرطوم فإنها تقع داخل قلوبنا
فتمزقها قبل أن تقع على أهل تلك الديار
فكم سرنا في تلك الطرقات وتنقلنا في تلك النواحي والجنبات والتي تقدست بدواخلنا فلا يذكر الجريف غرب والشيطة بدون أن يرتبط بذكري الخالتين نفيسة وإحسان ..
ولا نذكر أبو آدم إلا والشقيقة الكبري إخلاص حاضرة ونمرة تلاتة وبيت العزيزة أماني بيت الأضياف والحوش الفسيح والأنس مع الدريري والصلوات في مسجد عبد المنعم والتحايا والقفشات مع سكان الحي العريق ..
وجبرة وأسواق الدوحة والغاليان أميمة وبابكر

وأمدرمان بأحيائها الوريفة العريقة البديعة موردتها وود نوباوي وعرضتها وبيت المال
وبانت والقلب متبول ومدينة نيلها والثورات وحي المسالمة وغزلانه.. وهديلك جن تلاتة والإذاعة ولسان العرب وفرّاج الطيب وحقيبة الفن وعوّض بابكر ومحاضرة الأسبوع ..
والتلفزيون والمسرح القومي ..
والمحطة الوسطي وسوق أمدرمان والشهداء والسينما الوطنية ..

وبحري تلكم المدينة ذات الضياء والعطور والحبور باريس السودان ..

وشارع النيل ..
وظلال اللبخ الكثيفة ..
والمباني الحكومية العتيقة والقصر الجمهوري .. ومنتزهات المقرن والعوامات ..
والوزارات .. وقاعة الصداقة ومسرحها العتيق .. ومقرن النيلين وفي خصره توتي الوادعة الآمنة وقبة مسجد النيلين الفضية تعكس الضياء وتتلألأ ككوكب دري ..
وقصر الشباب والأطفال ومعهد الموسيقى وجامعة السودان ..

كل هذا الجمال والتاريخ الباذخ ..والوطن الجميل حرمنا منه مجرم دخيل يسانده أشقياء مارقون من عرب الشتات آويناهم وجاورناهم بالمعروف فآذونا وسفكوا دماءنا ولطخوا شرفنا ونهبوا ممتلكاتنا ..
ألا لعنة الله علي محمد حمدان دقلو شيطان السودان الذي تحالف مع شيطان العرب وسواقط قحت فأوقد هذه الحرب هو وأخيه اللعين ومن ناصره من عشيرته اللئام ..
وندعو الله أن يذهب عنا أذاهم ويعافينا من بلائهم .. إنه سميع مجيب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.