إبراهيم مليك يكتب : *تحرير الإذاعة …وحرب (جاهلية…خدعة..خم)!!*
إبراهيم مليك يكتب :
*تحرير الإذاعة …وحرب (جاهلية…خدعة..خم)!!*
٣رمضان ١٤٤٥هجرية
عاد الفرح والحبور وابتسم الشعب السودانى الذى غابت الابتسامة عن وجوههم بسبب المآسى التي أحدثتها مليسيا الدعم المتفلتة…
تحرير الإذاعة السودانية إحدى مؤسسات الدولة السودانية التى شكلت وجدان الشعب وجمعت مشاعره وهي تضم تراث وثقافة كل الشعب باختلاف لهجاته وقبائله ومبدعيه هذا الشعب المحب للسلام والإلفة قبل أن تفسده شياطين الإنس …
ما كان له أن يصل هذه الدرجة من الانقسام والتباين حتى داخل الأسرة لولا سنة الصراع بين الحق والباطل وهو سنة كونية قدرية فى هذه الدنيا..
وظهور نشطاء فاسدى المزاج والتوجه تنقصهم الوطنية والفهم السليم…
إن انقسام أبناء الوطن وعجزهم عن إدارة خلافاتهم أوصلنا مرحلة أن يفرح بعضنا بموت إخوانه وأن يقتتلوا فى شهر رمضان الذى زعم أحد قيادات قحت أنه من الأشهر الحرم جهلاً !!
شياطين الإنس الذين زينوا للبعض أن حمل السلاح والقتال وزيادة الشقة بيننا هو الطريق نحو الديمقراطية والتحرر والانعتاق أفلحوا فى سعيهم والآن يضحكون كلما مات أبناء الوطن فيما بينهم !!
لابد أن يعرف أهل الباطل وأصحاب الفطرة المنكسة أن الخروج على جماعة المسلمين والتمرد على القانون جريمة ..
وأن إشهار السلاح فى وجه الشعب وجيشه كبيرة وخيانة و الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والقتل والنهب وتخريب البلاد وتفريق كلمة الملسمين جريمة…
مليشيا الدعم السريع التى اغترت بعددها وسلاحها وجيّشت المتفلتين ووقف بجانبها أصحاب الأهواء من الناشطين والعملاء لن تهزم إرادة الشعب السودانى …
إن رهان أعداء السودان على الفتنة الداخلية كانت ستنجح لولا لطف الله ثم وعي الشعب وإدراكه لحجم المؤامرة …
كثير من داعمي هذه المليشيا جهلاء بأساسيات دينهم رغم نطقهم بالشهادة وأدائهم الفرائض إلا أن ذلك لم يعصمهم من الوقوع فى الموبقات …
من قتل و نهب وانتهاكٍ للأعراض بتأويلات فاسدة وحجج باطلة…
الوقوف مع الجيش ومؤسسات الدولة الشرعية ضرورة أملتها الظروف وكان لزاماً على العقلاء من أبناء الوطن أن يقفوا بجانب مؤسساتهم الشرعية التى تجاوزت القبيلة والحزب ليبقى هذا السودان واحداً موحداً وقوياً ومتماسكاً …
بالأمس تمايزت الصفوف بعد تحرير الإذاعة السودانية حيث أثلج الخبر صدور كل الشرفاء وأغاظ العملاء والداعمين للمليشيا المتمردة التى مكثت فى المؤسسات بعد أن غدرت بإخوانهم فى القوات النظامية …
وبإذن الله ستعود بقية مؤسسات الدولة ويعود المواطنون إلى بيوتهم ويلقى كل متمرد حسابه بالقانون فى الدنيا وأمره إلى الله فى الآخرة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له …
من جهل هذه المليشيا أنها تؤول نصوص الدين تأويلاً فاسداً عندما تدعى أنها تقدّم شهداء !!
لا أدرى من يؤصل لهذه المليشيا أحكام الدين ؟! وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشهيد هو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا أما من قاتل حميّة أو عصبية فأنى تكون له الشهادة؟!!
مجمع الفقه الإسلامي الذى يكتفى بتحرى رؤية هلال رمضان لماذا لا يصدر حكماً شرعياً فى هذه الحرب حتى يعرف المغرر بهم حكم قتالهم مع مليشيا الدعم السريع ؟!
غياب الفتوى الشرعية المجردة هو سبب التلبيس على قيادة هذه المليشيا… أخبرنى أحد الدعاة أن بداية الحرب اتصل به المتمرد عبدالرحيم دقلو يستفتيه فى حكم الإفطار فى نهار رمضان بسبب الحرب!!
فأفتاه بعدم الجواز…
فقلت له لم تفتيه بحرمة القتال والخروج على قيادته وشقِّ صف المسلمين؟! فقال لي الإجابة فى حدود السؤال!.