*“زفة المولد” في السودان.. ظروف استثنائية*
رغم ظروف الحرب، حرص السودانيون على الخروج في مراسم “زفة المولد”، التي اعتادوا على إقامتها سنويا خلال شهر ربيع الأول ابتهاجا بذكرى المولد النبوي الشريف.
وشارك سودانيون في ولايات ومناطق مختلفة من البلاد هذا العام بطقوس وعادات مختلفة، بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضتها الحرب.
وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي في السودان صورا ومقاطع فيديو، أظهرت مشاركة المئات في احتفالات ومواكب لطرق صوفية في ولايات مختلفة.
وانطلقت “زفة المولد” بمحلية عطبرة من الركن الهادئ شرقا، مرورا بصينية الأمل ثم المنصة، في وقت نفذت فيه شرطة ولاية نهر النيل خطتها الأمنية المتعلقة بتأمين احتفالات المولد النبوي، بحسب وكالة السودان للأنباء.
وفرضت الاشتباكات المسلحة الدائرة في السودان تحجيما للاحتفالات التي تجوب عادة الميادين والساحات المفتوحة، إلا أن الاحتفالات انتقلت إلى داخل مقار الطرق الصوفية والمساجد والزوايا.
وقررت محلية مدني الكبرى اقتصار الاحتفالات بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم على مقار الطرق، في حين اتخذت محلية سنار قرارا بإيقاف الاحتفال بالمولد النبوي لهذا العام 1445 هـ بسبب “الظروف الأمنية والاستثنائية التي تمر بها البلاد”.
وبث نشطاء ومدونون مشاهد مصورة لاحتفالات بعدد من المدن لما قالوا إنه “خروج لزفة المولد رغم أنف الحرب”، في وقت افتقد فيه آخرون الأجواء الروحانية لها بالمناطق المتأثرة بالاشتباكات، التي اندلعت يوم 15 أبريل/نيسان الماضي.
وعبر وسم #لا_للحرب_في_السودان، علّق المدون فيصل محمد “إن غابت زفة المولد عن طرقات المدينة، فلن تغيب عن نواصي الروح، اللهم صل وسلم وبارك عليك يا حبيب الله، اللهم أمنًا وسلامًا على السودان”.
في حين كتبت المدونة رماء عمر، عبر حسابها على منصة إكس، “زفة المولد في شرق النيل من ألطف الحاجات التي حصلت هذه الفترة. حقيقي في أمل كبير بأن الحياة ترجع لطبيعتها”.
وعلّق المدون يونس ود الدكيم قائلا “أكثر من مئة عام متواصلة، شهدت أم درمان زفة المولد النبوي الشريف حيث ترتفع الأصوات بالتكبير والتهليل والصلاة على الرسول الكريم، وتنصب الخيام للذكر والتلاوة، ويفرح الصغار بحلوى المولد، ويأكل الفقراء من موائد الرحمن، اليوم تفتقد أم درمان والعاصمة المثلثة كل هذه الروحانيات”.
وأكد المدون عبد الغفار عمر أن “زفة المولد في شمبات الليلة ليست زفة عادية لأنها تمت في الوضع الحالي وفي منطقة عمليات حرب في محاولة لتثبيت قلوب الناس التي تشعر بالخوف والرهبة”.
وتعد زفة المولد من العادات المتجذرة في السودان، إذ تبدأ قبل أسابيع من ذكرى المولد النبوي، التي تحل في الـ12 من ربيع الأول من كل عام هجري، ويستمر خروج الأفواج من دور العبادة والزوايا احتفالًا بالذكرى إلى ما يقارب أواخر الشهر الهجري.
ويتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب خروق خلال اشتباكات لم تفلح عدة هدنات في إيقافها، مما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.