منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

محمد طلب يكتب : *مأساة العيلفون… هل من استراحة بعد الاستباحة (1) ؟؟؟*

0

العنوان اعلاه يتوجب الاعتذار عنه لكنه الواقع وما يلي ان شاء الله مقدمة لحديث طويل اذا امد الله في الاعمار عن ماسأة أهل العيلفون كجزء من الوطن الكبير و سوء حال أهل السودان عموماً و ما ينتظر بقية المدن والقري اذا استمرت هذه الحرب وظل كل جانب علي ما هو عليه من حال وخطط ليس من علمنا او في تخصصنا كمواطنين…

الحمد لله خالق العباد ومدبر حالهم باتخاذ الأسباب…واجهنا بالعيلفون ظروف قاسية وهجوم غاشم وشهدنا قصص وحكايات مأسوية من قلب الحدث (حيث لا امنيات تصيب ولا كاميرات او قنوات تمر) صور تعجز المفردات عن ترجمتها ولم يكن بوسعنا التصوير والنقل سوي عبر ترجمة ما اختزنته الذاكرة البصرية والسمعية وهذا امر عصي علي الكثيرين ممن اختزنت ذواكرهم تلك الصور والاحداث لكني سوف احاول ذلك رغم التفلت نتيجة الحالة الذهنية والنفسية والمرض وكثير من المبكيات وقد لا استطيع ان احصي عدد المرات التي ذرفت فيها دمعاً واجترعت مرارات المناظر التي مررت عليه ورأيت الاهات علي وجوه الناس صغاراً وكباراً كما شهدت صبراً وقوة لاجتياز هذه المحنة التي وضعتنا الظروف والملابسات علي جمرها رأيت حال كبار السن والعجزة واصحاب الاعاقة الجسدية والحركية مثلي والصغار حتي في عمر يوم واحد وهم يقطعون عشرات الكيلومترات علي اقدامهم وعصيهم وغيرها او علي اكتاف الامهات والاباء وسوف اتي لذلك تفصيلاً ان شاء الله ان كان في العمر بقية

كنت ومنذ بداية الحرب قد اتخذت موقفاً في نقل الصور الجميلة رغم ان الحرب جلها سوء املاً في رفع الروح المعنوية ونسبة التفاؤل عند الناس وان الدنيا ما زالت بخير ولكن يبدو ان بُعدي قليلا عن الاحداث بالعاصمة او دارفور جعلني اكثر تفاؤلاً وما زلت اتمسك بذلك وسوف اصور لكم ايضاً مشاهد ومواقف عظيمة وصور اخلاقية كريمة وراقية المستوي

كل المجموعات الكثيفة التي غادرت بيوتها دون ان تحمل القليل من متاع الدنيا الفانية سوي ذكريات اوطانهم العالقة بتلابيب القلوب ومتدثرة باكبادهم.. و مراتع الطفولة وملاعب الصبا ومواطن العشق والجمال جميعهم الان في رحلة مجهولة الامد تحمل قصص علي ذاكرتهاالبصرية والسمعية واختلاف الحكايات و ألوانها القزحية إلا انها تتفق في مأسويتها وإن المواطن هو المغلوب علي امره في هذه الحرب اللعينة وإن آخر ما يهم أطرافها المتحاربة هو المواطن الاعزل المسكين

علي المستوي الشخصي احمل كم هائل من الصور والاحداث ربما لا استطيع كتابتها الان لأنني ما ازال في طريق رحلة طويلة ومجهولة النهاية و اذا مد الله في العمر سنخوض في أدق تفاصيل هذه المأساة التي خاضنها مع أهلنا واسرنا بالعليفون التي اجتاحتها قوات (الدعم السريع) في وضح النهار والشمس في كبد السماء…
لا شك بعد مرور اسبوع من ذلك الاجتياح طالعتم ما جادت به الميديا من (اقاويل) وحكايات واسماء عبر عدد من البوستات لن اخوض في تفاصيلها وكل شخص مسوؤل امام الله عما كتبه الا ان مايلفت النظر ويدعو للتامل في تلك القوائم انها حوت خليط غير متجانس من الكيزان والقحاطة واحزاب و شباب العمل العام وحتي ائمة المساجد والخلفاء وغيرهم وهو امر غريب جداً ولن اتطرق لتفاصيله … لكني سوف اتناول ما رايته بام عيني وعشت لحظاته العصيبة الحزينة وتلك التي تنفسنا فيها الصعداء في بعض اللحظات التي قد تجد فيها جرعة ماء او عربة كارو يجرها حمار (مدبر) تركبها لكيلو او أثنين…

كنت واسرتي الصغيرة من المجموعات التي غادرت المنطقة بعد أربعة ليالٍ وايامها… بعد ان تأكدت من انني سوف اكون حملاً ثقيلاً علي اسرتي الكبيرة نسبة لاعاقتي الحركية بعد ان كنت مصراً علي عدم مغادرة منزل الوالد وكنت علي يقين ان وجودي مع الاسرة الكبيرة سوف يعيق حركتهم ويزيد عليهم عبء فوق اعباء كبار السن من النساء والمرضي وان اعاقتي سوف تستهلك قوة الموجودين من الشباب الاقوياء علي قلتهم التي يحتاجها غيري اكثر مني بالاضافة لعددنا الكبير الذي في ذاته يحتاج للتدبير والتفكير وقد صدق حدسي فقد تفرقوا بعد ذلك في عدة مدن شمالاً وجنوباً لمجموعات صغيرة يمكن ان تستوعبها بيوت الاهل والاقارب او حتي الايجارات الغالية جداً…

هذه مقدمة ونعود لتفاصيل التهجير القسري الذي عانيناه في اجتياح العيلفون غير المحسوب له عصر الخميس 5/اكتوبر/2023 ذلك التاريخ الذي لن تنساه ذاكرة العيلفون والوطن المغتصب …

سلام
*كتبه/ المُشرد المعاق وفاقد المأوي وكاره النفاق ومنتظر الاتفاق في ظل اللا اخلاق محمد طلب*

اسمرا ١٣/١٠/٢٠٢٣

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.