منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

علي احمد دقاش يكتب : *اتصال ورسالة من وراء الحدود*

0

علي احمد دقاش يكتب :

*اتصال ورسالة من وراء الحدود*

الحرب الدائرة في السودان الآن فتحت المجال واسعاً لخطاب الكراهية وزادت من وتيرته .
زدات من الفرز العرقي والجهوي في السودان .
اهل السودان الآن يتهددهم خطر نتائج هذا الفرز .
بدأ سكان في الغرب والوسط من اصول شمالية يتاهبون للهجرة شمالا وسكان في الشمال أصولهم من الغرب تاهبوا للهجرة من الشمال ، هذه هي اسوأ اثار الحرب وأبغض مظاهرها واكثرها الماً.
ليست كل الاخبار التي يرويها الشارع عن ما حدث بسبب التمايز العرقي والجهوي صحيحة بالطبع، لكنها اخبار انتشرت انتشار النار في الهشيم اغرقت المجتمع السوداني بالطاقة السلبية وهددت وحدته والتعايش بين مكوناته المختلفة.
نشعر بالاسف والأسي والاحباط من جراء ذلك .
الرابطة القبلية مهما كان قوتها لن تكون كافية ولا صالحة لبناء دولة ، القبيلة وعاء للتكافل والتراحم والتعاون في البر والتقوي ، نرفض العصبية القبلية العمياء ، كما نرفض ان تكون القبيلة اداة للتحشيد السالب الموجه للشر .
الذي يسجن نفسه في قبيلته او انتمائه الجهوي يكون في الحقيقة خسر الاخرين و حرم نفسه من التواصل المفيد مع محيطه الاجتماعي.
السودان دولة غنية بالتنوع القبلي والثقافي والاجتماعي ويجب ان يكون هذا التنوع مصدر قوة لا سبب تمزق واقتتال . نطالب اصحاب الخطاب القبلي والجهوي المتطرف الكف عن اذكاء نار التفرقة وتغذية الفتنة.
المفرح انه وسط هذا الاحباط هناك اشراقات جميلة تظهر هنا وهناك اريد ان اقف عند اثنين منها .
وصلني امس رسالة واتصال هاتفي من خارج الحدود قذفتا في نفسي الفرح والارتياح واكدتا ان الخير باقي والامل موجود .
الاتصال والرسالة اكدتا ضرورة عدم اليأس و الاحباط .
الاتصال كان من نيجيريا من صديق من غرب السودان مواليد كاس موجود في نيجيريا هذا الصديق لو استسلمنا للفرز القبلي لكان هو من اعدائي مع انه من اخلص اصدقائي واقربهم مودة .
اتصاله كان مفعم بالحميمية والاخوة يوكد بقاء روابط الاخوة التي بيننا مهما كانت الظروف .
اما الرسالة فقد جاءتني من كندا صاحبها حسب التصنيف القبلي شايقي من دار مالي والذي يريد الخطاب المتطرف ان يجعله عدو لي انا الحازمي من الحمادي .
انقل لكم الرسالة دون ذكر اسمه .
قال لي صديقي الشايقي في رسالته من كندا :
(والله ياشيخ علي المواساة الوحيدة انه هذه الدنيا زايلة ونعيما زايل واسأل الله الأمن والأمان
يا علي ظروف السودان فوق الخيال. لو احتجتوا اي حاجة ما تترددوا. لا اقصد عطية او صدقة بل دين مسترد)
لقد تأثرت جدا بهذه الرسالة ففيها عدة جوانب مهمة .
اولا تجنب صاحبها خدش كبريائي واراقة ماء وجهي و حرص ان يقول ان المال الذي يمكن ان يعطيني اياه لمواجهة هذه الصعوبات والضغوط هو :
” دين مسترد” لاعطية ولا صدقة “قول معروف خير من صدقها يتبعها اذي “.
الجانب الاخر من رسالته و هو مهم هو ركله للتمايز القبلي والجهوي والاستعلاء عليه واصراره علي التمسك بعلاقات الاخوة والصداقة التي بيننا.
شكرا لك اخي العزيز لم اذكر اسمك لكن كثيرون يكون قد عرفوك في لحن القول .
اعاهدك بان اظل وفيا للمبادئ التي تربينا عليها ارفض التمايز القبلي الجهوي و ادعو السودانين للكف عن الخطاب الاعلامي المتطرف والسالب الذي يثير الفرقة و الفتنة بين الناس .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.