عبدالبديع جعفر يكتب : ماذا بعد الحرب
عبدالبديع جعفر يكتب :
ماذا بعد الحرب
بين الدمار والأمل يقف السودان اليوم في مفترق طرق حاسم بينما نتفاءل بأن الحرب ستقف وأن صوت الرصاص سيخمد تبرز العديد من التساؤلات الحاسمة التي تحتاج إلى إجابات صريحة وحلول جذرية لإنقاذ الوطن من الدوامة التي يعيش فيها منذ عقود الفساد المالي والإداري هو السرطان الذي ينخر في جسد السودان من التلاعب بالعملة إلى تهريب الأموال وتخصيص المناصب لمن لا يستحق أصبح الفساد جزءًا من الحياة اليومية ولا بد أن يكون الإصلاح المؤسسي هو الخطوة الأولى بإنشاء لجان شفافة ومستقلة لمكافحة الفساد مع ضمان محاسبة الفاسدين بغض النظر عن مناصبهم التلاعب في التعيينات الوظيفية وإعطاء المناصب لمن لا يستحق يؤدي إلى انهيار الأداء المؤسسي وعلينا أن نعتمد على الكفاءة والمؤهلات بدل المحسوبية أما بالنسبة للأراضي فهي تُباع وتُمنح دون رقيب أو حسيب ما يُفقد المواطنين حقوقهم ويدمر النسيج الاجتماعي لذا يجب فرض رقابة صارمة على تخصيص الأراضي ومراجعة كل الصفقات المشبوهة توافد المنظمات الأجنبية دون رقابة واضحة يثير تساؤلات حول أهدافها ولا بد من إنشاء آلية وطنية لمراقبة عمل هذه المنظمات وضمان أن تكون أنشطتها تصب في مصلحة السودان وشعبه السودان بلد غني بموارده الزراعية لكنه يعاني من الإهمال في هذا القطاع ويجب أن نركز على الزراعة باعتبارها الركيزة الأساسية للاقتصاد مع تحسين الطرق والبنية التحتية لتسهيل حركة المنتجات والخدمات تحقيق الأمن وبسطه على الجميع هو المفتاح لنهضة السودان ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال إصلاح جهاز الشرطة والقضاء وضمان تحقيق العدالة دون تمييز السودان يحتاج أيضًا إلى غرس قيم الوطنية في الأجيال القادمة عبر مناهج تعليمية شاملة حيث يجب أن يفهم أطفالنا أن الوطن هو بيت الجميع وأن العنصرية والخلافات القبلية هي العدو الأول للتقدم لغة الحوار هي الأسرع والأكثر فعالية لتحقيق السلام ورفع السلاح يعمق الجراح ويفاقم المشاكل، ويجب أن نؤمن بأن الحل يكمن في النقاش البناء الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار السودان يحتاج إلى ثورة فكرية واجتماعية تعيد صياغة المفاهيم وتبني جسور المحبة والتعاون الإجابة على كل هذه التساؤلات تبدأ عندما نقرر أن نضع الوطن في مقدمة أولوياتنا.