د. أحمد عيسى عيساوي يكتب : *صلح الحديبية*
د. أحمد عيسى
عيساوي يكتب :
*صلح الحديبية*
نجد في مسيرة التاريخ الإسلامي قصة صلح الحديبية. في ظاهره ضد الإسلام، وفي باطنه الخير كله. وقد ذكر كتاب السيرة بأن كبار الصحابة قد ألتبس عليهم أمر الصلح، ولم تظهر فوائده إلا في مستقبل الأيام. تلك المقدمة تقودنا لخطاب البرهان ليلة أول أمس، ومدى تأثيره السلبي على المؤتمر الوطني في نظر المراقبين للمشهد، وفي قراءة ما بين سطور التحليل يدرك المؤتمر تمامًا بأن زرع سحابة الخطاب (خارجيًا وداخليًا) كل حصادها في صومعته (المطمورة) طال الزمن أم قصر، ويكفي دليلًا واحدًا لما ذهبنا إليه بعدم تجاوب تقزم معه، بل رأت فيه فخًا تم نصبه لها باحترافية عالية. فإذا وافقت على نداء البرهان فقد خسرت المرتزقة والداعمين لها من دول الإقليم، وهذا الخسران له تبعات سياسية وأخلاقية باهظة الثمن، وإن تعامت عنه – وهو المتوقع – تكون قد كفت المؤتمر شر القتال. وفوق هذا وذاك يعلم المؤتمر من خلال تعامله مع واقع البرهان منذ توليه مقاليد الأمور بأن رسائله للداخل والخارج لابد أن تمر عبر بوابة النَيل منه مباشرةً أو غير مباشرة، وخطابه الأخير لا يعدو أن يكون حلقة من حلقاته المتصلة مع بعض. وخلاصة الأمر نلاحظ حنكة الإسلاميين قد وضعت الجميع أمام محكمة التاريخ، إذ أعلنت أنها الآن مع الجيش في خندقه حتى تنتهي معركة الكرامة بالنصر المؤزر، أما المشاركة في الحكم فتلك قضية ثانوية، وسبق وأن أعلن نأيه عن الفترة الإنتقالية، وعينه على الحكم عبر صندوق الناخب، أما الآن لا صوت يعلو فوق صوت الكرامة.
الأثنين ٢٠٢٥/٢/١٠
نشر المقال… يعني ظهور مكاسب الوطني بعد حين.