مكي المغربي يكتب: *حميدتي .. لا يشبه المهدي ولا التعايشي، يشبه الزبير باشا*
هل تستطيع تستطيع مليشيات الدعم السريع التحول إلى جيش نظامي؟ لو كانت أصلا تستطيع لماذا كان المخطط هو الانقلاب من داخل الجيش وقتل البرهان واختيار قيادة بديلة له بناء على وعد رعاية خارجية لكل هذه الخطوات.
هل تستطيع مليشيات الدعم تأسيس سلطة مدنية. الاجابة لا، فشلت في ذلك في نيالا التي دفعت فيها بالألاف من شباب القبائل العربية لتزهق أرواحهم حتى يدخل عبد الرحيم دقلو من أجل تصوير فيديو ثم يهرب من القبائل العربية ذاتها وليس الجيش. وفي مدني والجزيرة اعتمدت المايشيات على قحت من أجل إدارة مدنية شكلية.
التحدي أصلا، ليس القتل وليس الانتشار بالسلاح، ومن ظن أن الدولة مجرد سلاح ومقاتلين، مثل من يظن أن الانسان مجرد عضلات بلا قلب ولا عقل، ولا حتى ملابس تستر العضلات.
للأسف، ألمح في تناول بعض المثقفين مقارنة ظالمة بين الدعم السريع والثورة المهدية للاشتراك في العنصر المقاتل (في الغالب) ووجود الماهري هنا والتعايشي هناك.
المهدية بدأت من فكرة دينية وطنية ضد إستعمار، اعادت انتاج الدرويش الصوفي الى مقاتل، وأسست دولة ونمط حضاري، ولكن ضربتها الخلافات ثم انهارت عندما تحولت لمشروع جهوي، وضاعت الفكرة.. وبسبب تفوق السلاح وبروز مشروع حضاري جديد … انهارت دولة التعايشي.
حميدتي .. لا يشبه المهدي ولا التعايشي، يشبه الزبير باشا في التصاقه بالدولة التركية في السودان وودوره في تأديب خصومها وضم دارفور، وعندما تضرر من تحريم تجارة الرقيق فكر في الاستقلال بدارفور، استدعوه للقاهرة، وانهى المستعمر صلاحياته.