محمد طلب يكتب : *المقدر لابد يكون و السيدة( هافيشام)*
قبل عام من الان وفي1/1/2023 تحت ذات العنوان كتبت :-
ونحن علي اليوم علي اول عتبات العام الميلادي الجديد (2023) وقد ودعت البارحة السنة الفائتة(2022) باغنية الشاعر (الامي)
*ما بخاف من شئ برضي خابر المقدر لابد يكون*…
بحثت في قاموس الاغاني والمعاني السوداني والعربي عن اغنية استقبل بها العام الجديد
لكني فشلت فشلاً ذربعاً في الَوصول لنص اغنية يمكن ان تكون معبرة بالقدر الذي حققته عندي( المقدر لابد يكون)
وربما يعزي البعض هذا الاحساس للأزمة الصحية التي لازمتني منذ بداية السنة الفائتة (2022) تازمت في اواخرها… لكني اعتقد وبشكل جازم انها تعبر عن حال كل الشعب السوداني الذي يقول لسان حاله *(ما بخاف من شئ برضو صابر والمقدر لابد يكون)* في ظل (الاتفاق الاطاري) اوغيره من (مكنات) و( لخابيط الفنادق والبنادق)
ومزج الشامي بالمغربي
رغم سماعي كم هائل من النصوص القديمة المكررة وكثير من نصوص (الهبوط الاضطراري( للقونات) ) لانني اسمعها لاول مرة و واضح فيها الارتجال وعدم الصدق وشكل (القونة) الواضح علي المغنية.. الا ان (ما بخاف من شئ برضي خابر (اي علي علم) ان المقدر لابد يكون) ورغم انها لاتخص هذا الحدث تحديداً (اي راس السنة)
الا ان هذه الاغنية رغم انها تبدو متشائمة لكنها للمتامل تعني الاستعداد التام مع الرضاء والايمان بما كتبه المولي عز وجل وبذل الاسباب والسعي للاحسن
*إن أتاني الهم جيشو دافر*
*يلقى يا مولاي صبري وافر*
*يلقى عقلي كمان ليهو ظاهر*
*يلقى قلبي شجاع ما خؤون*
والنفس بها من الصبر والجلد ما بها…. و تجد تطابق المعاني المقصودة بالاغنيةو مع بعض النصوص الالهية بالديانات السماوية مثلاً
*بالعدا معروف ما ببادر*
*ما بخون الجار ماني غادر*
*ما بقول للناس مثلي نادر*
*بل بقول للخالق شئون*
وهي مجموعة قيم اخلاقية عالية المستوي… وخطاب واضح لا يحتاج للشرح وهو من السهل الممتنع… ولعل معظم ما ورد اعلاه وما هو اتٍ تحته يمثل جزء كبير و كثير من الاحداث التي مرت بالبلاد والعباد كان بالامكان تجاوزها لو لزمنا الصبر وزاملناه وكانت القناعات الايمانية راسخة وتمسكنا بالقيم واتخذنا الاسباب واجتهدنا وتحاشينا كل (شين) وارد بهذه الاغنية المعبرة
*قول لشاهد الزور فيما ساير*
*هدي روعك قبل الخسائر*
*ياما قبلك عميت بصاير*
*من لساني وقولي الهتون*
*ما نكرت الحق ماني فاجر*
*لا ولا بالعالم بتاجر*
*نفسي يا أحباب ليها زاجر*
*لا أكون كل يوم ليَّ لون*
الم اقل لكم انه نص رائع و خالٍ من روح المتشائمة و داعٍ الي العهد الجديد دعانا او كما قال الشاعر الفيلسوف جبران خليل جبران
*داع إلى العهد الجديد دعاك*
*فاستأنفي في الخافقين علاك*
*يا أمة (السودان) التي هي أمنا*
*أي الفخار نميته ونماك*
*يمضي الزمان وتنقضي أحداثه*
*وهواك منا في القلوب هواك*
*إنا نقاضي الدهر في أحسابنا*
*بالرأي لا بالصارم الفتاك*
ورغم ان الاغنية معرض حديثنا نصها بالعامية السودانية الا انه واضح بين
يستشرق الغد الاخضر في النص التالي المكتنز ثقة بالله *(الاله دون شك لي ناصر)* ويخطر لي هنا عنوان وقصة في الادب الانجليزي للكاتب تشارلز ديكنز بعنوان (Great Expectations)
دعونا نقرأ اخر ابيات اغنية (الامي) ونعود( للتوقعات العظيمة) لصاحبها الخواجة ديكنز ونحن نستقبل ذكري الاستقلال الَمجيد من الخواجات و كل (دقن) و (دفن) و( كسكتة) و( شورت وفنلة وكاب)
*الثبات معروف لي معاصر*
*لو بقيت في داخل معاصر*
*الإله غير شك ليَّ ناصر*
*رغم أنف الواشي الخوؤن*
*عن لسان الحق ماني نافر*
*ما جحدتَ الخير ماني كافر*
*ما ضمرت السوء ماني حافر*
*للصديق لو جوة السجون*
ختاما ياتري (ما) و (من) هو القادم في العام الجديد وماذا تخفي لنا( التوقعات العظيمة) وان كنا ندرك من هو (بيب) في قصتنا بالسودان الجريح فمن هي السيدة (هافيشام) ومن هو (انكل بمبلتشوك) ومن هي الجميلة (استيلا) و (ابل ماجويتش) وبقية الشخصيات وان كان ديكنز الروائي العظيم والناقد الاجتماعي الكبير قد اخرج روايته (التوقعات العظيمة) بذلك الجمال فهل من المتوقع ان ينهي شعب السوداني روايته الحزينة المترعة بالدموع و الدماء لتتحول الي( توقعات عظيمة) هذا العام
*كان هذا المقال هو ما كتبته في مثل هذا اليوم من العام السابق 2023 بمدينة القاهرة وها انا اعده مرة اخري عليكم من مدينة اخري وبلد اخر نتيجة الحرب والتهجير القسري فهل كانت (التوقعات العظيمة) هي هذه الحرب العبثية؟؟؟… لا ادري… لكني لم اجد عندي ما يعبر اكثر من هذا المقال وتلك الاغنية عن 2024 ورغم الحرب التي شردتنا ما زلت انتظر (التوقعات العظيمة) رغم انني ليس (بيب) لكن قطعاً هناك (هافيشام) قادمة ومعها (استيلا) وكل الخير والجمال و(Great Expectations) ان شاء الله*
و الف سلام
محمد طلب