منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

أمجد فريد يكتب : *توثيق انحطاط تحالف شبق السلطة*

0

تحالف ما تبقى اليوم من قوى الحرية والتغيير في تمظهراته المختلفة سواء ان كانت تقدم ام غيرها يظنون ان ممارسة الانحطاط الاعلامي المشهود واطلاق اوباشهم في السوشيال ميديا لنشر الاكاذيب والاساءات ستنجح في تشتيت النقد الموجه لاداءهم السياسي عبر ارهاب الاخرين بالابتذال السياسي واغتيال الشخصية. ونهجهم في ذلك ان يغطوا على عجزهم عن تبرير مواقفهم عبر محاولة خلق قداسة زائفة لها واحتكار الصوت المدني في طريق الخراب الذي يسعون في سبله، شبقاً للسلطة، حتى ولو جاءت على حساب الوطن وشعبه.
ولكن هيهات لهم ذلك.
الاختلاف مع هولاء هو انهم انخرطوا في منظومة عمالة داخلية وخارجية متكاملة. بدأت منذ شراء قوات الدعم السريع لبعض كوادرهم القيادية بالوعود باشباع مطامعهم الذاتية في مقاعد السلطة والتبرير باطروحات السياسة الاثنية والجهوية او بالدفع المالي المباشر حينها. وتراوحت الرشاوي من الدفع المالي المباشر الي سيارات اللاندكروزر والبكاسي الدبل كبين. وكنت قد كتبت عن هذا الموضوع في حينه، وثارت ثائرة القطيع.
هل لا يعلم بقية اطراف وجهات الحرية والتغيير هذا الامر. لا … هم يعلمون، ويتعاملون مع الامر بغض النظر وتفادي المواجهة والقبول به كامر واقع سعيا وراء الحفاظ على مقاعدهم في الطاولة التي يعتبرونها طاولة الممارسة السياسية الموجودة والوحيدة الممكنة وانها الاقرب لتحقيق شبقهم لاستعادة مقاعد السلطة بأي ثمن. والمدهش ان نفس هولاء هم الذين يشتكون في السر والعلن السياسي من اختطاف قرارهم وسيطرة مجموعة محددة على قرار وتوجهات الحرية والتغيير وتقدم لاحقا بينما يتصالحون مع انفسهم بوهم انهم يقومون بمحاولات اصلاح من الداخل.
بطبيعة الحال، انفجرت هذه التناقضات ومحاولات الاستقواء بالسلاح والاستعانة بطرف عسكري على الاخر في الحرب التي تدمر البلاد اليوم. افسدت هذه التناقضات حينها اي افق لعملية سياسية لانهاء انقلاب ٢٥ اكتوبر، لأن المزايدة الدائمة كانت في عينهم على السلطة، لدرجة الاستهزاء الفج من بعضهم باعداد الشهداء المتزايدة في المظاهرات المناهضة للانقلاب فيما هم يماطلون اعلان الاتفاق الذي توصلوا اليه سعيا وراء المزيد من المكاسب الذاتية بالقول (ما اصلو الناس بتموت)… وكأن هولاء الشهداء مجرد ارقام في مذابح شبقهم للعودة لمقاعد الحكم.
اندلعت الحرب وانخرطت نفس المجموعة في نفس نهج العمالة الخارجية هذه المرة بالدفاع وبدون حياء عن الدول والاطراف التي تدعم استمرار الحرب في السودان بل تغذي المليشيا بالسلاح والعتاد والدعم المالي غير المحدود والمرتزقة. اندفع بعض قادتهم فور اندلاع الحرب الي واشنطون ليعقدوا اجتماعات رسمية ومشاورات يروجون فيها الي ان ايقاف الحرب يكون بالاعتراف بحميدتي كرئيس للسودان، وانه القائد الشرعي للمؤسسة العسكرية الرسمية في السودان، الامر الذي اذهل حتى الاجانب الذين كانوا يستمعون لهم، واندفعوا بعد ذلك في التدليس لدرجة اختلاق وقائع وجرائم اغتصاب بغرض نسبتها للجيش من اجل مساواته مع ما ظل يرتكبه مرتزقة قوات الدعم السريع. تعامل هولاء مع جرائم مليشيا قوات الدعم السريع وكأنها من قبيل الطبيعي والذي يتوجب على شعب السودان ان يقبله من اجل خاطر عودتهم الي مقاعد السلطة! ولم يجفل لهم طرف وهم يصفون دولا مثل الامارات وتشاد بالشقيقة ويغضون العين عن دعمها المستمر لاستمرار الحرب في السودان، بل اندفعوا في محاولات لتغيير التاريخ القريب ووصفها بانهم قدموا دعما للانتقال … وكأنهم تناسوا ما يعلمونه جيدا من ان الامارات مارست اكبر قدر من الابتزاز الممكن بكل انواعه لتعطيل الانتقال والسعي لتحقيق مصالحها في نهب السودان بالتحالف مع الطرفين العسكريين المتحالفين الان، وقبل ذلك كانت المحرض الاكبر على جريمة فض الاعتصام وبعدها شاركت والسعودية ومصر وروسيا في دعم انقلاب ٢٥ اكتوبر! كل هذا التاريخ القريب، يرغبون في محوه بدون ان ينتبهوا الس الناس قد يمكن لها تغفر لكن لا يمكن لها ان تنسى!

يستمرّ انحطاط ابواق الحرية والتغيير في محاولات احتكار الصوت المدني وتغيير الوقائع وصناعة السرديات البديلة (وهل اكبر من سردية سعي مليشيا قوات الدعم السريع لتحقيق الحكم المدني والديموقراطية) بالقفز عن الرد على الانتقادات والحقائق التي يتم مواجهتهم بها بتوزيع اتهامات رمتني بدائها وانسلت، فمثلا يتحدثون عن نقدنا لهم (ايا كان موضوعه) يأتي من دوافع خلافات شخصية… دون ان يحدثنا احدهم عما هي هذه الخلافات. فخلافاتنا مع الحرية والتغيير هي في هذه القضايا وهي معلنة في الفضاء العام، اما الشخصي فعلا فهو انحطاطهم الذي لم يترك اسرا ولا عرضا ولا درك اخلاقي الا وتردى فيه. فيما يمارس اخرون مما اعتادوا التبعية وممارسة السياسة لصالح من يدفع اكثر فيما محاولة اختلاق وظائف ينسبها لي، بكل التناقض الممكن في الدنيا، ولا يعلم هولاء او يتناسى من هم وراءهم، انني سليل اسرة ربتنا على العين المليانة، وعلمتنا ان المواقف ليست للبيع والشراء وهي نفس الاسرة التي تمرغوا في ضيافتها في السودان وحول العالم، مرارا وتكرارا وفي وجودي وغيابي ولكنها غفلة زارع مكارم الاخلاق في غير موضعها. اما العمل السياسي فعندما مشيت في دروبه ودفعت اثمانه الغالية كان بعضهم ممن يزايد الان، يتوزعون بين خيارات النجاة الشخصية في بلاد المهجر او يمارس تجارة العملة والدهلسة لقيادات الكيزان واقطاب الفساد حينها.
يمضي سفلة التدليس وصبية الفاشست في تكرار اتهام معلميهم بنعتنا بالتقلب بين المواقف. وهم هنا يصفون انفسهم. فانا -وبالمناسبة انا خارج هياكل قوى الحرية والتغيير منذ اكتوبر ٢٠١٩- موقفي في قضية اصلاح المؤسسة العسكرية واضح ومعلن منذ بداية الفترة الانتقالية، وحين كنت اخوض هذه المعركة في الاعلام ضدها كان قادة التحالف الحالي يتغنون بمهارة الجنرال البرهان وازدياد قوة الجيش في عهده. وموقفي من قوات الدعم السريع وضرورة عدم التعامل معها كجهاز دولة مؤسسي او جهة سياسية مستقلة معلوم لهم ولغيرهم حتى من قبل الانقلاب، وموقفي ضد محاولات احتكار الصوت المدني والتي شملت تعطيل تكوين البرلمان الانتقالي ايضا معلوم لهم ولغيرهم ومطروح في العلن منذ بدء الفترة الانتقالية! فاي المواقف تلك التي يتهمنا ابواق الحرية والتغيير بالتقلب فيها. لكن دعونا نسالهم هم عن موقفهم من عدم المشاركة السياسية في الحكومة الانتقالية والذي لم يصبروا حتى غيروه. او عن تعطيلهم لاجراءات الاصلاح الاقتصادي لاكثر من عام ثم تبنيهم لها بعد أن تضاعفت كلفتها عشرات المرات والتفاخر بها كانجاز، دعونا نسألهم عن تبنيهم لشعارات لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية، بينما كانوا يتفاوضون في السر والعلن على عودة الشراكة وبعد ذلك على الاطاري وكأن دماء الشهداء الذي مضوا الشوارع ليست ذات قيمة او كما قال احدهم (ما اصلو الناس بتموت)! دعونا نسألهم عن التحولات التي حدثت لتجعلهم يصفون حمدوك بسكرتير الانقلاب ثم لاحقا يختارونه رئيسا لتحالفهم… تحالف ما تبقى من الحرية والتغيير وفي تمظهرات تقدم الحالية هو تحالف بوصلته الوحيدة شبق السلطة، ويؤمن بعض افراده ومكوناته باحقية غير مستندة الي الواقع لادارة شأن البلاد بمثل هذه البهلوانيات والاستهبال السياسي، حتى ولو نتج عن ذلك احراق البلاد كما نشهد في الحرب الحالية. وهذه الحرب ساهم تحالفهم وافراده في اشعال نيرانها وفي اطالة امدها ويستمر الان في محاولاته لتقديم طموحاته السياسية على ايقاف الحرب عبر اجبار السودانيين على التعايش مع الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الدعم السريع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.