منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

علي احمد دقاش يكتب : مدني كل شيئ هنا يغلي

0

علي احمد دقاش يكتب :

*مدني كل شيئ هنا يغلي*

جئت الي مدني قبل اسبوع قادما من الابيض بحثا عن العلاج بعد ان اشتدت بي حمي الضنك ونقصت ادوية السكري ، اتصلت بصديقي الدكتور حسن سعيد عبد الرحمن اخصائي الباطنية والغدد و الذي نزح هو الاخر الي مدني وفتح عيادة له في مستوصف د.عبد الله محمد توم في مدني. الحقيقة مدني كلها عبارة عن مخيم كبير للنازحين جاءوا من مختلف بقاع السودان من الخرطوم ومن مدن الغرب ينشدون الامن الذي افتقدوه.
فئات مختلفة اطباء يسكنون في ارياف مدني ويفتحون عياداتهم في اماكن مختلفة ، تجار هربوا بجزء من بضاعتهم من الخرطوم وزادوا أسعارها ليعوضوا خسائرهم طلاب وموظفين وفئات اخري مهندسون ومحاميون كل فئات المجتمع الكل يبكي ليلاه .
مواطنين امتلأت بهم المدارس ومرافق الدولة بعد ان عجزوا عن دفع ايجارات المنازل الخرافية ، باعة متجولون ضاقت بهم بهم جنبات الطرق يعرضون كل شيئ و
لا شيئ رخيص او معقول الثمن غير الخضروات المعرضة للتلف التي اذا غالي اصحابها في السعر تلفت ، البطاطس والبصل اسعارها يصعب علي الكثيرين تحملها،
مدني الجمال التي كنا نقرأ ونحن داخلين لها ابتسم انت في مدني مدني هذه اصبحت شيئ اخر !!

” مدني كل شئ يغلي” .
القاسم المشترك في ونسات الناس هو أخبار الحرب وتمددها خارج الخرطوم ووصولها قري الجزيرة ، حديث كثيف عن وجود خلايا نائمة وطابور خامس في الجزيرة وهو حديث ينبغي ان تاخذه الاجهزة المختصة بحذر شديد ، نعم عليها ان لا تهمله لكن لا ينبغي ان يكون سببا في تضرر ابرياء.
يوم الجمعة وبعد ان صليت الفجر وكتبت تاملاتي القرآنية والتي اخترت لها موضوع المقاطعة والعزل الاجتماعي سمعت ازيز الطيران ودوي المدافع وعندما هرعت الي وسائط التواصل الاجتماعي لاستطلع الخبر ، اذ بها تعج باخبار هجوم الدعم السريع باكثر من مائتين عربة علي شرق مدني منطقة الشرفة وابو حراز .
بدأ تناقل الاخبار والاشاعات سريعا ، وفجأة بدأت حركة نزوح متسارعة جهة سنار والدمازين جنوب مدني والي جميع القري المحيطة بمدني حتي المسافرون الي بور سودان غيروا مسارهم و اصبح المسار الجديد :- مدني _ سنار _ الدندر _ القضارف _ بور سودان.
طافت في ذهني مشاهد رواها القران عن مظاهر البعث يوم القيامة وخروج الناس مخلوعين هذه مجرد مظاهر واشارات .
ما اعظم وابشع ما تفعله الاشاعة في المجتمعات وليتنا نستلهم قول الله سبحانه وتعالي:
{وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلْأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِۦ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِى ٱلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنۢبِطُونَهُۥ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ لَٱتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَٰنَ إِلَّا قَلِيلًا}
ذقنا النزوح من الخرطوم وشاهدنا معاناة اهل الابيض الواقعة تحت الحصار عندما يتم الهجوم عليها لكن مدني الجزيرة شيئ غير
“كل شئ هنا يغلي”
كل انسان يجتهد ليبقي حيا بعضهم يخاف الموت بالدانات والرصاص والبعض يخاف الموت جوعا والبعض الاخر يخاف ان يموت كمدا .
اللهم ان لم يكن لك غضبا علينا فلا نبالي لكن عافيتك اوسع لنا اكتب لنا وللسودانين الامن والاستقرار
علي دقاش السبت 16 ديسمبر 2023

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.