منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د.عثمان البشير الكباشي يكتب : *ورحل أيقونة التعليم الخيري*

0

د.عثمان البشير الكباشي يكتب :

*ورحل أيقونة التعليم الخيري*

رحم الله الشيخ الأستاذ المربي عبد الله مكي صادق.
انتقل إلى الدار الآخرة ورحمة الله القريبة من المحسنين أمثاله .
– أفنى عمره المبارك في خدمة الفقراء من أبناء المسلمين واهتم بتعليمهم ، لاسيما أبناء وبنات قارة إفريقيا من الذين يتعسر عليهم مواصلة تعليمهم بسبب هشاشة أوضاعهم الإجتماعية والاقتصادية .
– كان الشيخ الراحل أبا لمن عجز أباه عن تعليمه.
وفقه الله خلال مسيرته الطويلة الممتدة في خدمة فقراء المسلمين أن يكون سببا لتعليم الألوف منهم دون من أو أذى .
– عمل ممثلا في السودان للندوة العالمية للشباب الإسلامي التي تتخذ من العاصمة السعودية مقرا لها منذ تأسيسها في سبعينات القرن الماضي.
وكان جهده في الندوة (WAMY )مركزا على الحصول على منح دراسية للفقراء الأفارقة .
– ترأس وأسس مع أخيار مثله منظمة رعاية الطلاب الوافدين بالسودان التي نهضت في السودان في تسعينات القرن الماضي وتخصصت في توفير المنح والسكن ومصاريف الدراسة والاعاشة والرعاية لعشرات الألوف من الطلاب الأفارقة والآسيويين .
– كانت للراحل جهود رائدة ومتميزة في رعاية الطالبات المهاجرات للدراسة في السودان ، كان يوفر لهن المأوى في داخليات يتكفل برعايتها والإشراف عليها .
قاد المبادرة مع إدارة جامعة افريقيا العالمية أن تشمل كلياتها تعليم الطالبات وليس الطلاب الذكور فقط كما كان أول أمرها ، ونجح في ذلك بعد أن اقنع إدارة الجامعة بحل مشكلة السكن ،وحينما اعترض البعض بخوف الاختلاط كان رده لهم إذا كانت هذه المشكلة فاجعلوا ستارة بين الطلبة والطالبات، وظل يدأب في التشجيع على استيعاب الطالبات إلى أن قيض الله لجامعة إفريقيا العالمية من المحسنين من تكفل ببناء كليات وداخليات الطالبات ، وأصبحت الخريجات من الجامعة قائدات لهن وزنهن الكبير في المجتمعات الافريقية والآسيوية .
من الشواهد على ذلك أن الرئيس عمر البشير استقبل سفيرة دولة افريقية تمثل بلدها في مصر والسودان في آن ، وبنهاية الإجراءات المراسيمية لتقديم أوراق اعتمادها ، أبلغت الرئيس البشير أنها ذاهبة للسلام على والدها في الخرطوم ، ولما سألها البشير إن كان والدها مقيما في الخرطوم ، كان ردها بأنها تقصد الشيخ عبد الله مكي صادق فهو والدها الذي رعاها وأعانها على تعليمها حتى وصلت لهذه الوظيفة ، فذهبت من القصر ومعها سيارات التشريفة الرئاسية لتزور وتشكر الشيخ الراحل في داره .
– كان الشيخ الراحل صاحب بصمات فاعلة في تأسيس دار مصحف إفريقيا التي تأسست في الخرطوم مطلع القرن الحالي ، وتوفقت بفضل الله وجهود الخيرين أمثاله من طباعة عشرات الملايين من نسخ المصحف الشريف وتوزيعها في القارة السمراء .
– كما كان عضوا فاعلا ومبادرا أصيلا وركيزة إنتاج في عدد كبير من منظمات العمل الخيري والدعوي بالسودان .
ظل يعمل في صمت وزهد وتجرد وانسانية تفيض بها شخصيته الودودة البسيطة المتواضعة بعيدا عن زخرف الدنيا وضجيجها .
كان رجل أفعال لا أقوال .
في سمته وقار وفي صمته حكمة وفي حديثه عمق تجربة وسداد رأى .
رحم الله العم والشيخ عبد الله مكي أيقونة العمل الخيري التعليمي .
وجزاه أضعاف ما قدم وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأحسن عزاء أسرته المباركة .
إنا لله وإنا إليه راجعون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.